the best عضو جديد
عدد الرسائل : 75 العمر : 30 الهواية : كرة القدم تاريخ التسجيل : 20/01/2009
| موضوع: رأي / احذروا «الشرط الجزائي» من جراء «الحالة» السبت فبراير 28, 2009 5:33 pm | |
|
بقلم فـؤاد حامد الحمــود
يلجأ اغلب الدائنين الى تضمين «شرط جزائي» مخيف في عقود الائتمان وخاصة تلك المتعلقة بالائتمان الخارجي من قبل بنوك أجنبية. وقد لا يهتم المدينون بمثل هذه الشروط في الاوضاع الطبيعية والظروف المواتية لاستبعادهم حدوث «الحالة» التي يمارس فيها هذا «الشرط الجزائي». ولكن نحن نمر بظروف قطعا غير مواتيه لازمة مالية شديدة سوف تظهر «المستخبي» من «الخمال» وسوف يبدأ اصحاب الحقوق ومن بينهم الدائنون الى البحث عن سبل الحفاظ على اموالهم وسوف يكون الشرط الجزائي ملاذهم بلا شك. فاما الحالة التي نتكلم عنها فهي اذا تخلفت او تأخرت الشركة عن سداد مستحقات الدين لاحد الدائنين ما يسمى بالانكليزية(Event of Default) - او حتى في بعض الاحيان اذا كان هناك علامة او اشارة لتخلف الشركة عن السداد ما يسمى بالانكليزية (Sign of Event of Default)- وهذه الحالة تعتبر متوقعة في ظل ازمة مثل التي نمر بها. اما الشرط الجزائي فهو اعتبار هذا التخلف او التأخير في السداد او اي اشارة لهما سببا لاستحقاق باقي مديونيات الشركة على دائنين اخرين حتى وان لم يتحقق هذا التخلف عن السداد لهؤلاء. واذا ما تخيلنا هذا الوضع المخيف لتكالب الدائنين على المدين والانقضاض عليه مثل ما تنقض القصعة على اكلتها للوصول الى اصول المدين ويا حبذا الجيدة منها لتأمين اموالهم، فهذا يعني مؤشرات خطيرة جدا تؤدي حتما الى افلاس الشركة دون شك. ففي ظل الازمة تتعثر الشركات عن سداد بعض مستحقات الدين، فما بالك بالدين كله، وفي وقت تكون السيولة فيها غير متاحة والعملية «ناشفة خالص». ونحن في هذا الوقت نرى ونسمع ونشاهد مؤشرات التخلف عن السداد وهذه علامات يوم الافلاس لكل الشركات حتى الصالح منها مع الاسف. فقد تكون الشركة ذات نشاط تشغيلي متميز وتحقق ارباحا ممتازة ولكن سوف تكون معرضة للافلاس اذا ما حصل لها ذلك. فالامر جلل على الشركات المدينة والوقت اصبح الان محفزا لتفاقم «الحالة» او الحالات كما يراها الكثيرون. والحل في رأينا هو التضحية بكل ما هو متاح لانقاذ ما يمكن انقاذه والاسراع في عمل الاتفاقات مع البنوك لتوفير التمويل اللازم لسداد المستحق من المديونيات خشية التكالب. فسياسة سد حلوج الناس في هذا الوقت مطلوبة لحماية مقدرات الشركات وتعتبر اولوية بالنسبة لكل ادارة واعية لمتطلبات هذه المرحلة العصيبة. الامر الذي يتطلب البعد عن التعلق بمكتسبات الفترة السابقة فلا وقت الان للذات وللتفاخر وللتشيحط والتمصلح. والنجاح هنا متوقف على مدى قدرة الادارة على الحفاظ على حقوق المساهمين ولا شيء اخر في ظل هذه الازمة. وفي تحقق ذلك يمكن للادارة بعدها السيطرة على معطيات النشاط من خلال تنفيذ خطة تشغيلية مواتية لهذه المرحلة تكون واقعية ومدروسة، بحسب امكانيات الشركة لتكون طوق النجاة للشركة ونشاطها. فاذا ما تبين ضعف الامكانيات في مواجهة الاستمرار في النشاط، فيجب على الادارة ان يكون لها الجرأة - من باب المسؤولية حتى- في طرح خيارات مصيرية على الجمعية العمومية لا تستثني البيع او الاندماج او حتى التصفية، والله المستعان. | |
|