الهجرة غير الشرعية وتداعياتها الصحية

الهجرة غير الشرعية وتداعياتها الصحية
يتنامى خطر الإصابة بمرض السل أكثر فأكثر، بإيطاليا. يذكر أن هذا المرض مزمن ومعدي، كما الزكام. فهو ينتشر خلال الهواء. وتصيب العدوى الأولى الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة كافية. كما تنتقل العدوى من خلال المرضى المصابين بالسل الرئوي فقط. فعندما يقوم الأشخاص المصابون بالسعال أم العطس أم التكلم أم البصق فانهم يقومون بنشر الجراثيم، التي تعرف بعصويات السل، في الهواء. وللإصابة العدوى يحتاج الأشخاص الأصحاء أن يستنشقوا عدداً قليلاً من هذه الجراثيم.

في عام 1999، كان 22 في المئة من حالات السل المسجلة بإيطاليا تتعلق بمواطنين غير إيطاليين. في عام 2004، كان 39 في المئة من هذه الحالات متعلق بالمهاجرين. فالعديد منهم يحملها معه من وطنه الأم. بيد أن سياسة الرعاية الصحية، التي تطبقها السلطات الإيطالية على المهاجرين، حتى لو كانوا غير شرعيين، منذ 15 عاماً ساهمت في تقويض انتشار السل هنا وحالت دون تحوله الى تسونامي وبائي يحصد "الأخضر واليابس" هنا.

مع ذلك، فان التحكم بهذا المرض قد يخرج عن السيطرة لا سيما بعد إقرار حكومة روما بسلة من القوانين الأمنية التي تخول أطباء المستشفيات الإبلاغ عن أي مهاجر غير شرعي يقصدهم للمعالجة. هكذا، بدأت المستشفيات والمستوصفات تفرغ منهم. فهؤلاء المهاجرين، لا سيما المصابين بأمراض خطرة كما السل، سيلجئون الى طرائق بديلة للعلاج. لذلك، فان المصابين بالسل سيصبحون غير مرئيين، خوفاً من أن تقوم الشرطة، اعتماداً على أي عملية إبلاغ حولهم يقف ورائها الأطباء والممرضين، باعتقالهم وزجهم داخل مراكز الاحتجاز المؤقتة قبل ترحيلهم. لكن التداعيات الصحية لهؤلاء المرضى الأجانب، المختبئين في مكان ما، ستكون مقلقة للغاية.

في سياق متصل، تشير معطيات وزارة الصحة الإيطالية الى ان المهاجرين معرضين لخطر الإصابة بمرض السل، في سنتي إقامتهم الأولى هنا، عندما يكون احتمال عيشهم على الأراضي الإيطالية "سراً" وارد جداً.